النظام في التعليم ومكوناته ونماذجة
استخدم اسلوب تحليل النظم في مجالات السياسة والاقتصاد
والاجتماع حتى استعير ليأخذ مكانه في التعليم. والنظام كما سبق تعريفه فهو عبارة
عن مجموعة من الأجزاء، أو المكونات التي تعمل معاً باعتبارها وحدة وظيفية، فهو
بناء متكامل تتضح فيه العلاقات المتبادلة بين أجزائه ومكوناته ، ويعمل هذا النظام
في إطار نظام أكبر منه، ولا يعمل في فراغ. وجاءت فكرة تحليل النظم والنظام
التعليمي بشكل خاص من فرضية الجشتطالت التي تشير إلى أن أي كل هو عبارة مجموع
أجزائه بالإضافة إلى العلاقة التي تربط هذه الاجزاء، أو أن الكل لا يساوي مجموع الاجزاء،
ويشير بعض التربويون إلى أن النظام في التعليم على أنه وسائل تقنية تعتمد العلمية
والمنطق في أهدافها وتكويناتها، والضبط والمركزية في إجرائها لعواملها وعملياتها
ونتائجها.
وفي موقع آخر يعرف نظام التدريس بأنه مجموعة من العوامل
المنظمة معاً بصيغ نفسية وتربوية، بحيث يتحقق من تفاعلها أهداف محددة لدى
التلاميذ، ويتصف النظام التدريسي بالمواصفات التالية:
1-
التنظيم والإنضباط المقصود لعوامل
وعمليات ومخرجات.
2-
ارتباط عوامل وعناصر التدريس معاً
بعلاقات متفاعلة ثنائية وكلية.
3-
التحديد المسبق لمعطيات بيئة التدريس
والتوصيف الدقيق لمواطن الضعف والقوة فيها.
مم يتكون النظام في التعليم
يشتمل أي نظام وحتى النظام في التعليم على المكونات
التالية:
1- المدخلات: Input
وتتكون من مجموعة من العناصر التي تزود النظام بالمواد
اللازمة له.
2- العمليات:Processes
وهي عبارة عن مجموعة الإجراءات التي تحول المدخلات إلى
نتاج أو أهداف أو مخرجات.
3- المخرجات Output
وهي النتاج المرجو تحقيقه ويكون على صورة نتاج صناعي أو
نتاج تربوي وغيره من المخرجات التي يتم التخطيط لها مسبقاً.
وإذا ما قسنا هذه العناصر على التدريس باعتباره نظاماً
نشاهد أن وحدة المدخلات في النظام التدريسي عبارة عن المواد المكتبية ومحتوى الكتب
والوسائل المستخدمة التعليمية والمراجع والخرائط والصور والبناء الصفي
المدرسي،إضافة إلى الأهداف التي نرغب في تحقيقها في المتعلم والمتعلمين بما لديهم
من قدرات وإمكانيات وميول والتقويم المستمر لجميع هذه العناصر، أما العنصر الثاني
في النظام وهو العمليات فيشمل
العرض،وأخيراً وحدة المخرجات التي يمكن أن تكون في حالة التعلم والتعليم إتقان
مهارة معينة، ومعرفة ومعلومات ومعارف، وتحليل وتركيب، مواطنة صالحة، وهذا يظهر من
خلال الأهداف المرصودة سلفاً، والنماذج التالية تعطي صوراً متعددة لكيفية النموذج
في التدريب.
المنهج كنظام:
يعتبر أسلوب النظم أحد الوسائل الفعالة للنظرة الشمولية
للأشياء والأنظمة الفكرية ومنها التربية، والمنهج
- في ضوء أسلوب النظم- يعد نظاماً فرعياً من النظام التربوي وبالتالي فإن
المنهج كنظام لا بد أن يتفاعل مع النظام التربوي لكي يحقق أهدافه.
والمنهج نظام لا يمكن وصفه وفهمه إلا في ضوء سياقه
الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، فهو نظام مفتوح يتأثر بالنظم الاقتصادية والاجتماعية
، والاعلامية، والسياسية، كما يتأثر بعناصر النظام التعليمي الأخرى.
مكونات
المنهج كنظام:
المنهج كنظام له مدخلات وعمليات ومخرجات، وفيما يلي وصف
لهذه العناصر:
1- المدخلات:
تتكون مدخلات نظام
المنهج من كافة مصادر أهداف المنهج، فإن أهداف المنهج تشتق من حاجات كل من المجتمع
والفرد، ولا بد أن تكون الأهداف ممثلة صادقة لهذه الحاجات، ومرآة تعكس حاجات
المجتمع وقيمه والخبرات التي يجب أن يمر بها المتعلم.
ولكي تتحقق الأهداف لا بد من الوقوف على خبرات التلاميذ
السابقة مثل مرورهم بخبرة المنهج، وهذه الخبرات تحتاج إلى قيام التلاميذ بأنشطة
محددة تتلاءم وإمكاناتهم وقدراتهم، ويكتسب التلاميذ نتيجة مرورهم بالخبرة
التعليمية المعرفة التي يتضمنها المنهج، والمعرفة المتضمنة هي معرفة بالعلوم
الطبيعية والعلوم الإنسانية وتهدف إلى تنمية قدرة المتعلمين العقلية ليصبحوا
قادرين على حل المشكلات التي تواجههم في البيئة.
2- العمليات:
يقصد
بالعمليات تلك التفاعلات التي تحدث بين المدخلات لإنتاج المخرجات، وتتمثل هذه
التفاعلات في خطوات لإنتاج المنهج المدرسي ابتداء من التخطيط له، وانتهاء بتنفيذه
وتطويره وتقويمه ومراجعته، فيبدأ مخططوا المنهج في تصميمه من حيث صياغة أهدافه
ومكوناته ومواده التعليمية، وهذه ما يطلق عليه هندسة المنهج.( جامل، عبد الرحمن
عبد السلام،2000)
3- المخرجات:
بعد أن يتم تطبيق المنهج لا بد من التأكد من أن التلاميذ
قد بلغوا الأهداف المحددة سلفاً والمتمثلة في تحقيق النمو الشامل والمتكامل
معرفياً، وانفعالياً ونفسحركياً، من خلال وسائل التقويم الممكنة للتأكد من بلوغ
التلاميذ للأهداف من جهة، ومن أن المدخلات كانت مناسبة لذلك من جهة أخرى.
4- التغذية
الراجعة:
تهدف التغذية
الراجعة إلى تحديد درجة ملاءمة المدخلات للمخرجات المطلوبة، ومن ثم تعديل اي عنصر
من عناصره لتحسين نوعية المخرجات، كتطوير مهارات المعلمين أو تطوير نوعية المواد
التعليمية وبمعنى أشمل تطوير الإمكانات المادية والبشرية اللازمة للعملية
التعليمية، وكل هذه العناصر تخضع للمراجعة والتقويم المستمر بحيث تصبح في أفضل
صورة ممكنة لبلوغ المخرجات المطلوبة.( يعقوب ،نشوان،1991)
الموقف التعليمي كنظام:
كانت دراسة فكرة النظم والمفاهيم المرتبطة بها، في
الأقسام السابقة، ترمي الى استيضاح أبعادها، والتعرف الى سمات طبيعتها، للوصول الى
فهم دقيق لما يمكن استخدامه إطارا للبحث في ماهية الموقف التعليمي على اعتبار انه
نظام.
وقبل تكوين مفهوم محدد للموقف التعليمي كنظام، وقبل
توضيح عناصره والعلاقات الرئيسية فيما بينها، ثم تحليل المدخلات التي تسهم في
تحريك العلاقات، والمخرجات المتوخاة، سيعمد إلى تحديد المبادئ التربوية والنفسية
والتنظيمية التي ستشكل في مجموعها الاطار المرجعي لهذا النظام. (استيتيه
وسرحان،2007).
مبادئ
الموقف التعليمي على اعتبار انه نظام:
1- يرتبط الموقف التعليمي بالتربية الموجهة نحو الأهداف
أكثر من ارتباطه بالتربية الموجهة نحو المضمون.
2- هناك مواقف تعليمية منظمة في نماذج معينة كالنموذج
الاستقرائي او النموذج الاستنتاجي وكل موقف منها نظام له عناصره، وعلاقات تبادلية
بينها، وله مدخلاته، ومخرجاته.
3- يتفاوت الطلاب في استعداداتهم، ومعدلات تعلمهم، وطرق تعلمهم،
والصعوبات التي يواجهونها في التعلم، والظروف التعليمية المحيطة بهم. ومعنى هذا ان
كل طالب يتعلم على نحو افضل؛ عندما تتشكل وسائل التعلم وظروفه بشكل يناسب كل واحد
منهم، اي عندما تراعى الفروق الفردية لدى المتعلمين.
4- يتوافر لدى كل طالب حب الاستطلاع وقدرة كبيرة على التعلم
الذاتي، شريطة أن تستثار دوافعه على نحو سليم، وأن توفر له كافة الشروط الميسرة
لعملية التعلم.
5- يمكن زيادة أداء كل من المعلم والمتعلم، زيادة كبيرة، اذا ما
استخدمنا امكانات تكنولوجية، استخداما صحيحا. أن هذه المبدأ يربط بين الطاقة
الإنسانية من جهة والموارد الفيزيائية من جهة أخرى.
6- ليس من الاقتصاد التركيز على اهداف تعليمية معينة، ما لم نصل
الى نقطة يكون عندها الناتج متناسبا مع الجهود المبذولة، وما لم نصل الى هذه
النقطة ونتجاوزها، فان العائد سوف يكون قليلا. (استيتيه وسرحان،2007).
اهمية
منحى النظم في التعليم وفوائده:
- إن محور تكنولوجيا التعليم في ظل منحى النظم هو تنظيم
وتطوير المجال التربوي بعناصره وعملياته وأنظمته كافة من تصميم المعلم للدرس الى
التحضير للبيئة التعليمية الصفية إلى تطوير المناهج، وإعداد الكتب المدرسية، وإنتاج
الوسائل التعليمية بأسلوب منهجي علمي يعتمد على اسلوب النظام ( تخطيط، تنظيم،
تقويم العملية التربوية كاملة).
- تغير مفهوم الفصل الدراسي في ضوء النظرة التكاملية
لتكنولوجيا التعليم، ومدخل النظم، فأصبح نظاما فرعيا لمنظومة تعليمية أوسع وأشمل،
فلم يعد مجرد حجرة او قاعة يلتقي فيها المعلم بطلبته، بل أصبح بيئة للتعلم تمارس
فيها العديد من النشاطات للتعليم والتعلم وليس مكانا للتلقين والإلقاء.
- تغير دور المعلم والمتعلم، فتحول المتعلم فيه من الموقف السلبي
الذي يتلقى فيه المعلومات عندما يشاهدها او يستمع اليها الى دور المشارك الايجابي
للحصول على المعرفة بحيث لا يتم التعلم بمجرد تلقي المعلومات ولكن عن طريق التفاعل
مع المعلم والوسيلة والموقف التعليمي وزملاء الفصل. كذلك لم يعد الفصل الدراسي على
الصورة التقليدية التي كان المعلم يتباهى بها من حيث السكون والهدوء، بل أصبح
الفصل عبارة عن خلية نحل تشاهد فيه دينامية وحركة ونشاط تلقائي وبحث عن المعرفة
وتفاعل وفق الهدف المحدد ؛ وبعبارة أخرى أصبح هناك ما يسمى " الفوضى المقبولة المنظمة"(
الطوبخي،1987).
- يساعد منحى النظم في وضع طرق التقويم المناسبة للتأكد من تحقيق
الاهداف.
- يمكن منحى النظم المعلم من الحكم بموضوعية عالية على مدى تحقيق
أهداف التعلم.
- يساهم منحى النظم في حل كثير من المشكلات التربوية المعاصرة، مثل
الانفجار السكاني وما ينجم عنه من ازدحام في الفصول، والانفجار المعرفي من خلال
تطبيق تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، والنقص في أعضاء الهيئة التدريسية، والفنية،
والمؤهلين علميا، وتربويا، والمساهمة في حل بعض المشكلات المتعلقة بالتنمية
الاجتماعية عن طريق تعديل الأنماط السلوكية واكتساب المواطن عادات واتجاهات وقيما
جديدة تساعده في التكيف مع معطيات التغيرات التكنولوجية الحديثة.
- ولذا فإن الاستعانة بتكنولوجيا التعليم في ضوء مفهوم منحى النظم
تقتضي التخطيط لها وتحديد الاهداف التعليمية والمصادر والتسهيلات اللازمة، أي الإعداد
لجميع عناصر منحى النظم لتكنولوجيا التعليم. (استيتيه وسرحان،2007).
التكنولوجيا
التعليمية في ضوء مفهوم المنظومات:
يتضح مما تقدم، أن الفكر المنظومي قد يغير تماما النظرة
الى التكنولوجيا التعليمية من مجرد ادوات ووسائل أو معينات للمدرس أو التدريس كما
كان ينظر اليها عدد غير قليل من المربين، الى كونها منظومة تدريسية تنضوي ضمن
منظومة تربوية . كما ان الاستعانة بهذه
التكنولوجيا في ضوء هذا المفهوم تقتضي التخطيط لها وتحديد الاهداف التعليمية
والتربوية التي تعمل لتحقيقها تحديداً واضحا وإجرائيا، إلى جانب تحديد دقيق
ومنظومي للوظائف والمصادر المختلفة بما فيها الموارد البشرية والتسهيلات
والامكانات الفيزيائية والزمنية وتحديد المصادر اللازمة كما وكيفا.
وفي إطار هذا كله يصبح من الطبيعي ان ننظر الى
التكنولوجيا الحديثة على انها احد الاعمدة الرئيسية التي ترتكز عليها
الاستراتيجيات التعليمية في سعيها للتغلب على شتى مشكلاتها، فالمستحدثات
التكنولوجية الحديثة بما لها من امكانات هائلة في تطوير اساليب التعليم وطرائقه
القديمة، بل وفي تطوير محتواه، قادرة على إحداث مزاوجة بينها وبين التعليم في حركة
تستهدف تطويره فيما يسمى التكنولوجيا التعليمية. فهي بذلك تخطت مرحلة كونها مجرد
ادخال لأدوات أو وسائل في التعليم بهدف تحقيق غايات مرغوب فيها، بل اصبحت منظومة متكاملة
واحدة هي المنظومة التدريسية.
وفي هذا السياق يعرف( تشارلز هوبان) التكنولوجيا
التعليمية بأنها عبارة عن تنظيم متكامل بين العناصر التالية: الإنسان والآلة
والأفكار وألآاراء وأساليب العمل والإدارة بحيث تعمل جميعا داخل إطار منظومة
واحدة. (استيتيه وسرحان،2007).
تصميم
التدريس وفق منحى النظم:
يسعى
تصميم التدريس إلى بناء جسر يصل بين العلوم النظرية من جهة والعلوم التطبيقية من
جهة أخرى، كما يسعى كذلك إلى استخدام النظرية التعليمية في تحسين الممارسات
التربوية ورفع كفاية العاملين في ميدان التربية، وإدخال عناصر التكنولوجيا الحديثة
في مجال التعليم.
وتصب
معظم ممارسات التدريس في تحسين عمليتي التعلم والتعليم، وتشير هذه الممارسات الى
مجرد توجيه النداءات للمدرسين كي يخططوا لحصصهم ويحضروا للدروس، ليس بكاف لتحقيق
ذلك الهدف، إذا لا بد من وصف عملي مفصل لآليات التدريس، ولقد وجد بعض التربويين في
منحى النظم (System APPROACH)
وسيلة فعالة من شأنها ان تبين للمدرسين كيف ( Know how)
يمكن أن يصمموا تدريسهم وينفذوه على ارض الواقع.( حمدي، نرجس،1998).
ويعرف
المنحى النظامي بأنه أسلوب يقوم على أساس من العلاقات المتبادلة بين أجزائه أو
مكوناته حيث تعمل كوحدة واحدة فتتكامل في تفاعلها من أجل أداء وظيفة معينة أو
تحقيق هدف محدد ( حمدي وأخرون، 1992).
وتعود
أصول التصميم وفق المنحى النظامي الى نظرية (سكنر) في التعزيز وجهوده في
التعليم المبرمج، التي استخدمت لتشكل اساساً محكما لتصميم التعليم الذاتي، وما
يتبعه من تحليل وخطو ذاتي وتعزيز مباشر وغير ذلك من اساسيات التعلم السلوكي وإلى
الفكر الجشطالتي الذي يشير الى ان أي كل
هو عبارة عن مجموع اجزاءه بالإضافة إلى العلاقة التي تربط هذه الأجزاء، وقد بدأ
التوجه نحو الكل والاطار العام يتجلى بوضوح في اوائل الستينات(Dick,1995).
ويؤكد
النظام على العلاقات الشبكية التي تربط عناصره المختلفة من مدخلات وعمليات ومخرجت
ربطاً محكما من خلال خطوط التغذية الراجعة
الدائمة والمستمرة، وتتكون المدخلات ( Input)
من مجموعة من العناصر التي تزود النظام بالمواد اللازمة له، في حين تلاحظ المخرجات
(output) من خلال النتائج النهائية التي يحققها النظام،
وتشمل العمليات ( Processes) الطرق والأساليب التي تتناول مدخلات النظام
بالمعالجة بحيث تأتي بالنتائج المراد تحقيقها وتمثل العمليات أداة الوصل المتفاعلة
بين المدخلات والمخرجات كما تتضمن وصفا اجرائيا مفصلا لكيفية تحقيق الأهداف.
ويبين
الشكل الآتي مكونات النظام والعلاقات الشبكية بينها من خلال خطوط التغذية الراجعة
التي تعتبر الموجه الأساسي لصحة سير النظام.



![]() |
![]() |
![]() |
الشكل يمثل المنحى النظامي في تصميم
التعليم
ويلاحظ
استخدام المنحى النظامي في تصميم التدريس من خلال تحديد الأهداف بصيغة إجرائية
ملاحظة ومقاسه، ورسم الاستراتيجيات والطرق والأساليب المناسبة، واختيار الوسائل
والأدوات وتبني طرق التقويم الملائمة.
واستخدام
المنحى النظامي في التدريس من شأنه أن يجنب المدرس الوقوع في الكثير من الفوضى
والعشوائية والارتجال، كما يسلحه بالطرق العلمية المنهجية المنظمة ويمكن من تحديد
أهدافه بدقة واختبار طرقه ووسائله المناسبة للتدريس والتقويم ( كمب، 1987)،(عبد
الحميد عبد الرزاق، 1987)
نماذج منظومة لتكنولوجيا التعليم:
مما تقدم نلاحظ أن الفكر المنظومي، ساعد عبر التحديد
الدقيق لميدان تكنولوجيا التعليم كمنظومة تدريسية متكاملة، في ظهور عدد من النماذج
والإجراءات الخاصة بالعمل التكنولوجي التربوي.
لذلك
كثرت النماذج التدريسية المبنية على أساس المنحى النظامي في التصميم، فظهرت نماذج
كيلر وهايمان وشولز وكمب وديك جاري وغيرها وجميع نماذج تصميم التعليم تقوم على
اساس من المراحل المتداخلة الثلاث: التعريف، والتطوير والتنفيذ، والتقويم .
وفيما يلي أمثلة مختلفة من هذه النماذج:
1- نموذج كمب:
أكدت
تكنولوجيا التعليم ضرورة اتباع المدرس أسلوب المنظومات في التدريس والتدريب، فلم
تعد مهمته قاصرة على الشرح والإلقاء واتباع الأساليب التقليدية في التدريس، بل
أصبحت مسؤولياته الأولى هي رسم مخطط لاستراتيجية الدرس تعمل فيه طرق التدريس
والوسائل التعليمية لتحقيق اهداف محددة مع أخذ
جميع العناصر التي تؤثر في هذه الاستراتيجية بعين الاعتبار مثل اعداد حجرة الدراسة
وطريقة تجميع التلاميذ ... وغير ذلك. ويتكون نموذج
كمب من ثمان مهمات هي:
المرامي والأغراض العامة والخصائص المميزة للمتعلم،
وأهداف التعليم والمحتوى الدراسي للمادة والتقدير او التقويم القبلي وطرق التدريس
والوسائل التعليمية والانشطة والامكانات والخدمات المساندة والتقويم النهائي او
البعدي.
والشكل التالي
يمثل هذا النموذج.
![]() |
حيث
يرى كمب أن المنظومة التدريسية تشتمل على ثماني خطوات رئيسية يقوم بها المدرس ،
وهي:
1-
تحديد الموضوعات والمرامي والغايات والأغراض العامة.
2-
التعرف على الخصائص المميزة للمتعلم.
3-
تحديد أهداف التعليم.
4-
تحديد المحتوى الدراسي واختياره.
5- التقويم القبلي المبدئي لمدى ما يعرفه
التلاميذ من محتوى وثيق الصلة بأهداف الموضوع الذي هم بصدد تعلمه.
6-
اختيار طرق التدريس والوسائط والانشطة والمصادر التعليمية
7-
إعداد الإمكانات الفيزيائية والخدمات المساندة
8-
التقويم النهائي أو البعدي.
ويلي
التقويم عملية المراجعة، وفيما يتم تعديل أهداف الدرس او الوحدة الدراسية او
اختيار وسائط تعليمية أكثر مناسبة او تغيير طريقة التدريس او التقويم، ...وهكذا.(Kemp,1995).
2- نموذج جيرلاش وإيلي


صمما
نظاما للموقف التعليمي لتيسير تعلم التلاميذ، بحيث يحقق هذا النظام كيفية التفاعل
بين عناصر الموقف التعليمي وبين تكوين إطار مرجعي يعين مكان كل مدخل جديد ووظيفته،
ويوجه التلميذ نحو عملية التعلم. والشكل التالي يوضح الموقف التعليمي من وجهة نظر
جودوين وسيزلاك.

نموذج جودوين وسيزلاك
4 - نموذج ايفور دبفيس:
ينظر
إلى التعليم في الموقف الصفي على أنه نظام تعليمي يقوم على المهام التي يقوم بها
المعلم وتمثل عناصره، وذلك لتيسير عملية التعلم كما هو موضح في الشكل التالي:

والمقصود
بالتخطيط وفق ديفيس هو : تحليل المهمة الأكاديمية أو العقلية أو المهارة التي
سيقوم بها المعلم من خلال تجزئتها إلى مكوناتها الصغرى ثم إعادة تركيبها ثم تحديد
الحاجات التدريبية أو ما يمكن أن يسمى المتطلبات الأساسية، وبالتالي كتابة الأهداف
التعليمية المتوخاة.
ويتناول
التنظيم الذي يقوم به المعلم: اختيار التكتيكات التعليمية المناسبة ، والتكتيكات
هي الإجراءات التفصيلية للاستراتيجية، ويعزى نجاح التعليم أو فشله إليها وليس إلى
الاستراتيجية ذاتها، واختيار وسائل تعليمية تعلمية مناسبة، واختيار العدد المناسب
من التلاميذ للقيام بالأنشطة. ويعتقد ديفيس أن العدد المناسب من تلاميذ الصف هو
أربعة وعشرون تلميذا، وذلك لأن هذا الرقم يقسم على الاعداد 12،8،6،4،3،2 ، وهي
أعداد مناسبة جداً للقيام بالأنشطة المختلفة، ,أخيراً اختيار الاستراتيجية التي
يتم بموجبها التعلم.
ويقصد
بالقيادة إثارة دافعية التلاميذ للتعلم، وتحديد الاستراتيجية المناسبة، مثل
المحاضرة والعرض ومجموعات النقاش ولعب الدور والدراسة الذاتية والتعليم المبرمج
وغيرها، ويقصد بالمراقبة تقويم نظام التعلم نفسه بشكل يسهل فيه تحقيق الأهداف
التعليمية المتوخاة.
5- نموذج
هاميروس
يتألف
نموذج هاميروس من ثلاث مراحل كبيرة هي التعريف بالمنظومة، والتصميم والتحليل ،
وتطوير المنظومة. ويمكن تقسيم هذه المراحل إلى 22 خطوة نوعية سماها النموذج المكبر
أو إلى 6 خطوات سماها النموذج المصغر، وهذا الأخير يمكن تطبيقه من قبل كل مصمم
منظومة بالإمكانات الفردية، ولذاك يسمى النموذج سهل الهضم.
النموذج
المصغر في منظومة التدريس لدى هاميروس:
يلاحظ
في هذا النموذج أنه يعرض الخطوات التالية:
أ-
تحديد المشكلة.
ب-
تحديد الأهداف السلوكية ووضع مقاييس الأداء.
ج-
وضع الاستراتيجيات والوسائط التعليمية والوقائع والاحداث.
د-
تطوير النموذج الأصلي المبدئي المقترح.
هـ-
تجريب النموذج الأصلي وتقديمه.
و-
تعديل الإجراءات وإعادة العملية أو الدورة.
ويلاحظ
أن خط التغذية الراجعة يعمل رابطا بين جميع هذه الخطوات. وهناك نماذج أخرى للعديد
من الخبراء مثل نموذج ارمسترونج ونموذج ديفز وزملائه وغيرهما.
والشكل التالي يوضح النموذج المصغر لمنظومة
التدريس حسب راي هاميروس.


6- نموذج كارميشيل:
ويمثل هذا
النموذج ابسط نماذج التدريس تركيبا واكثرها هادفة حيث يبدا في تحديد الحالة
الراهنة لتعلم التلاميذ ثم ننتقل الى الحالة المطلوبة التي يجب ان يصلوا اليها
وعلى اساس هاتين الحالتين يتم وصف برامج التعلم وعمليات التدريس . الشكل التالي
يمثل هذا النموذج.
![]() |
7- نموذج كيلر :
يتكون نموذج
كيلر من اربعة عناصر رئيسة هي الاهداف التدريسية وتقدر قبل التدريس ثم اجراءات
التدريس وتصميم كفايته ويجمع بين هذه العناصر تغذية راجعة تهدف الى تحسين عملية
التدريس، الشكل التالي يمثل هذا النموذج.

المراجع
:
1.إبراهيم ،
مجدي عزيز, 2005 , التعليم الإبداعي وتعلم التفكير سـلسـلة
التفكير والتعلم , ط 1 , عالم
الكتب , القاهرة، مصر .
2.أبو زينة, بشير,2007, التفكير المنظومي وهندسة القرار, المعهد العربي
للبحوث والدراسات الاستراتيجية, عمان, الأردن .
3. حسـب الله محمد
عبد الحليم محمد, 2001 , استخدام التدريس المنظومي العلاجي في تدريس بعض
المفاهيم الرياضية بالمرحلة الإعدادية , جامعة
المنصورة , كلية التربية , قسـم المناهج وطرق التدريس . دمياط ،مصر
4. محمد سلمان الرياحنه ورقة بعنوان منحى النظم وتطبيقاته
التربوية مملكة البحرين دبلوم التمهن في التربية 2013
اعداد الطالبة
لبنى محمد الدرباس
تعليقات
إرسال تعليق